القول الصحيح للزم أن يكون الحجر الموضوع فى الجهة اليمنى فى داخل المسجد هو ذلك الحجر الذى وضع عليه علامة الموقع الذى وقف فيه جبريل.
حتى إن إطلاق اسم «نافذة جبريل» على النافذة الثانية التى تقع فى الجهة القبلية من ذلك الباب يومئ إلى هذه الحلقة ، وقد كتبت فوق النافذة المسماة بنافذة جبريل الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم.
(إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب : ٥٦)
وذهبت على شكل جميل ، وهناك فى الجهة القبلية من باب جبريل أى فوق جدار القدم النبوية أسس فى عهد السلطان عبد المجيد خمس نوافذ مستديرة من أعلى قد كتبت فى وسط عقودها الداخلية والخارجية فى شكل مستدير أسماء جماعات الملائكة ، وقد كتب على النافذة الأولى (جبريل عليه السلام) وعلى النافذة الثانية (ميكائيل عليه السلام) وعلى النافذة الثالثة (إسرافيل عليه السلام) وعلى النافذة الخامسة (رضوان عليه السلام) ، كتبت مذهبة.
وأمام هذا الباب الرباط الذى أقامه جمال الدين بن أبى المنصور الأصفهانى من وزراء الدولة الزنكية ، ولقد وقف جمال الدين هذا الرباط لإيواء فقراء العجم (١) وحفر فى داخله قبرا لنفسه.
إن الرباط الذى أقامه جمال الدين الأصفهانى يتألف من ثلاثين حجرة فى أعلاه وأسفله ، وبين جداره الخارجى وشبكة الحجرة المعطرة مسافة قدرها ثلاثة وأربعون ذراعا.
رواية
جمال الدين المذكور هذا ابن أخى أسد الدين شير كوه عم صلاح الدين بن أيوب ، وقال أسد الدين شير كوه هذا ذات يوم لابن أخيه ، أى واحد منا يتوفى
__________________
(١) سبب إطلاق اسم رباط على ذلك الرباط ما ذكر.