وقد ارتحل الصّدّيق الأكبر ـ رضى الله عنه ـ عن دنيانا إلى دار الاخرة فى الجانب الشرقى من هذه المدرسة ، وبما أن حضرة الفاروق ـ رضى الله عنه ـ قد سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول «إننى وقفت هذا الباب للنساء» لذلك خصّ باب ريطة فى وقت خلافته لدخول النساء وخروجهن ، ولما كان عبد الله بن عمر حيا ويعيش فى الصفة الدنيوية لم يدخل ولم يخرج من هذا الباب اقتفاء لأثر والده ، وما زال باب ريطة إلى اليوم ، إلا أنه معروف باسم باب النساء.
وهو الباب الثانى من الأبواب الواقعة فى الناحية الشرقية من حرم السعادة من الناحية القبلية ، وقد أبرزت جهته الخارجية بأسطوانتين وأجزاء من جدار الحرم الشريف والجهة التى أخرجت إلى الخارج وقد كتب بخط جلى على عقد الجدار الذى لف فوق الأسطوانتين الآية :
قال الله تعالى وتبارك وجل وتقدس :
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب : ٣٣).
وكتب كذلك على طاق الباب الأصلى الخارجى والذى يوجد فى محاذاة جدار الحرم الشريف الآية الجليلة بسم الله الرحمن الرحيم.
(إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (النمل : ٣٠) ، والآية :
(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً) (الأحزاب : ٣٤).
وكتب على طاق النافذة التى تتصل بالباب من الخارج الحديث : «النجاة فى الصدق» صدق رسول الله ، وعلى الطاق الداخلى للباب المذكور الآية الجليلة :