فى ذكر مواقع المساجد النبوية التى تزار اليوم
استحب العلماء الكرام الصلاة تبركا فى الأماكن التى صلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم.
وبينوا أنه يجب الاهتمام بالصلاة فى الأماكن سواء أكانت أسماء هذه المساجد التى أسست فى هذه المواقع معلومة أو مجهولة وأن هذه المساجد قد أقيمت عامة فى أيام ولاية عمر بن عبد العزيز ، ثم جددت كلما احتاج أىّ موقع من مواقعها إلى التعمير والتجديد من قبل ملوك ذلك الزمان.
١ ـ مسجد الجمعة :
يقع هذا المسجد بالمدينة المنورة وقرية قباء فى واد يعرف بذى صلب وفى رواية يعرف ب «ذى رانونا» وهو بالقرب من التقاء مياه مجرى هذين الواديين.
إن هذا المسجد اللطيف أول معبد أدى فيه النبى صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة المنورة وكان فى ميدان وادى ذى صلب وكان مكشوف الجوانب.
أحاطه أحد الخيرين اسمه عبد الصمد بجدار فى ارتفاع ذراع واحد وجعله على شكل مسجد.
ولما كان الجدار الذى أقامه عبد الصمد من الحجر الأسود خاليا من كل شئ انهار بعد مدة واندرست خرائبه قليلا قليلا وهدمت فجدده أحد الفرس على شكل مسجد ولما مال هذا أيضا إلى الانهيار والسقوط أصلحه وسقفه الشيخ شهاب الدين قلاوون وأحكم تشييده ، ولهذا المسجد فى زماننا طاقان فوق عمود واحد وسقف مستقيم وطوله عشرون ذراعا وعرضه ستة عشر ذراعا وله ساحة رملية مكشوفة.