السعادة ـ حسب عادة البلد ـ الأغطية والسجاجيد والمقاعد ويأتى بالكراسى ويزين المكان ، وبما أن كل من أرسل إلى بيته الشراب يعدّ مدعوا للاشتراك فى الجمعية ففى القرب من مساء اليوم الثانى ، يأتى المدعوون الكرام أفواجا إلى مسجد السعادة ، وأفراد الجماعات الذين يرون هؤلاء المدعوين يتركون أعمالهم ويتجهون إلى مسجد السعادة حتى يكونوا فى هذا المجلس البهيج ويجلسون فوق الأغطية والوسائد والسجاجيد التى فرشت.
وقد توضع فى ساحة مسجد السعادة كراسى ذات غطاء (١) أبيض تكون الوسائد التى بالقرب من دكة الأغوات قد غطيت بأقمشة حمراء فيجلس شيخ الحرمين ومدير الحرم ونائب الحرم والمفتون والقضاة والأغوات وأعاظم السادات ، وموظفو الحكومة فوق هذه الوسائد ويوقدون أعواد العود والعنبر فى المباخر الفضية ويستغرق الجماعات عامة فى بحار السكوت والحيرة نتيجة لهذه الروحانية المدهشة التى يكتسبها المكان ، وبعد ما يستمر هذا الصمت فترة يجلس أربعة من الخطباء ذوى أصوات رخيمة حزينة فوق الكرسى سالف الذكر بعد أداء مراسم الصلاة والسلام ويشرعون فى تلاوة منظومة المولد النبوى ، وبعد الحمد والصلاة يدعون دعاء مؤثرا مناسبا للسلطان مؤسس هذه الجمعية وللسلطان الذى ما زال حيّا ، ثم ينزلون من الكرسى.
وبعد أن ينزل هؤلاء الخطباء الأربعة من فوق الكرسى يصعد خطيب آخر ويدعو على الطريقة التى سبق ذكرها وينزل ، وبعده يصعد خطيبان واحد تلو الآخر ويكملان الدعاء الخاص بمجلس الجمعية النبوية لمولد النبى وينزلان ، وبعدهما يصعد خطيب آخر يتلو منقبة ولادة سيد العالمين وعقب ذلك يلقى قصيدة (٢) بليغة فيملأ قلوب الحاضرين بالبهجة والسرور.
__________________
(١) أرسلت أغطية هذا المقعد المزينة فى عصر السلطان أحمد بن السلطان محمود خان ، وكان قبل ذلك خاليا من الغطاء.
(٢) تركت قراءة هذه القصيدة فى وقتنا الحالى.