كان أهل خراسان يرجون أن يعفى عن محمد الأموى ويطلق سراحه فما كان من أبى جعفر الذى لا يستحى إلا أن قطع رأس المشار إليه وهو غاضب وأرسله إلى الخزان وبهذا ملأ قلوب الخراسانيين ومحبى أهل البيت بالحزن والألم.
ولما رأى عبد الله بن حسن استشهاد محمد بن عبد الله الأموى بعد أن طلب الخراسانيون إطلاق سراحه بعد عفو : «إنا لله وإنا إليه راجعون ، إنا كنا آمنين من كل شئ فى عهد الأمويين بفضل قرابتنا لمحمد بن عبد الله ، ولما تحولت السلطة إلى ناحيتنا قتل محمد بن عبد الله معذورا بالسيف ، هل يمكن ألا يتعجب الإنسان من هذا».
ولما وصل ظلم المنصور وإهانته لهذه الدرجة حكم أنس بن مالك صاحب أحسن المسالك بأن أبا جعفر من الطغاة والبغاة وحتى أعلن فى داخل المدينة قائلا : «يا سكنة دار السكينة! ليس طبيعيا أن تعرضوا بيعتكم لأبى جعفر المنصور! وقد تحقق أن المنصور من الطغاة. والآن يجوز خلعه من الخلافة ومبايعة محمد بن عبد الله! وانسحب إلى داره».
وخرج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسين بن على بن أبى طالب المعروف بلقب النفس الزكية بناء على إفادة الإمام مالك وبتحريض ومعاونة خمسين شخصا من أهل المدينة وفى خلال سنة ١٤٥ ه ضد الدولة العباسية وهجم على الدائرة الحكومية وقبض على رباح بن عثمان وألقاه فى السجن. ثم صعد على منبر السعادة ، وأعلن أن الخلافة حقه الصريح وأن غرضه من الخروج وتوليه الخلافة هو أمن البلاد وراحة القلوب وبهذا استطاع أن يدخل أغلب أهالى المدينة تحت انقياده وطاعته.
وضرب عيسى بن موسى عم المنصور الإمام مالك بسبب إثارة الناس وتحريضهم على مبايعة محمد بن عبد الله وترغيبهم فيها وبين لهم أن الشرع يسيغ هذا العمل ، وإلا فالإمام مالك لم يطلق لسانه فى أبى جعفر كما أنه لم يقاتل عيسى بن موسى.