فى ذكر جبل أحد وشهداء غزوة أحد
وبما أن جبل أحد قد خلق منفصلا عن الجبال التى حوله سمى بجبل أحد. وبما أن حضرة هارون ـ عليه السلام ـ مدفون فى هذا الجبل مما ميز هذا الجبل عن الجبال الأخرى.
كلما كان النبى صلى الله عليه وسلم يأوى إلى جبل أحد كان يقول «أحد يحبنا ونحن نحب أحد» وقال مرة «جبل أحد فوق باب من أبواب الجنان ، ويحبنا ونحن نحبه أيضا» ، وهذا الجبل يعنى «جبل عير» يبغضنا ونحن نبغضه إلا أنه فوق باب من أبواب النار». وقال مرة أخرى «أحد على ركن من أركان الجنة ، وعير على ركن من أركان جهنم» ومرة أخرى «أربعة جبال من جبال الجنان وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربع ملاحم من الجنان ، وأحد الجبال الأربعة جبل أحد ويحبنا ونحن نحبه! وأحدها ورقان والثالث طور والآخر لبنان».
والذين كانوا بين الجبل الذى حدثت فيه غزوة أحد والذى وصف فى الأحاديث وبين الجهة الشامية من الوادى الذى بين المدينة وأحد ونالوا الشهادة ومرتبتها العالية صدر الأمر بأن يدفنوا فى مكان مناسب من ميدان القتال فجمعهم كلهم ودفنوا اثنين اثنين أو ثلاثة ثلاثة فى قبر واحد ، ولما كانت بعض الجنازات قد رفعت من أماكنها من قبل أهلها قبل أن يسمعوا الأمر النبوى ، فدفنوا جنازاتهم حيث ورد الأمر النبوى بملابسهم.
لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان قد تفضل قائلا : بما أننى مطلع على جميع أحوال شهداء أحد هؤلاء فإننى سأشهد على حسن حالهم يوم القيامة فلفوهم بملابسهم وادفنوهم حالا ، ومن كان فيهم أكثر حفظا للقرآن ضعوه فوق الآخر فى اللحد وادفنوا اثنين فاثنين فى قبر واحد أو ثلاثة فثلاثة ، والسبب فى وضع أكثر من