فتذهبوا ، فإن مثلهم فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ، ومثلهم فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ، ألا وإن أهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمّتي ما يوعدون ، ألا وإنّ الله عصمهم من الضلالة وطهّرهم من الفواحش واصطفاهم على العالمين ، ألا وإنّ الله أوجب محبّتهم وأمر بمودتهم ، ألا وإنّهم الشهداء على العباد في الدنيا ويوم المعاد ، ألا وإنّهم أهل الولاية الدالّون على طرق الهداية ، ألا وإنّ الله فرض لهم الطاعة على الفرق والجماعة ، فمن تمسك بهم سلك ومن حاد عنهم هلك. ألا وإن العترة الهادية الطيبين دعاة الدين وأئمة المتقين وسادة المسلمين ، وقادة المؤمنين وأمناء العالمين على البرية أجمعين ، الذين فرّقوا بين الشك واليقين وجاءوا بالحق المبين » (١).
لقد ورد هذا الحديث في سياق يدل دلالة واضحة على أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يريد بذلك النص على الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام من بعده.
وقد جاء ذلك في حديث رواه أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي : « عن أبي سعيد الخدري ، قال : صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصلاة الأولى ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال : يا معاشر أصحابي إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطة في بني إسرائيل ، فتمسكوا بأهل بيتي بعدي الأئمة الراشدين من ذريتي ، فإنكم لن تضلوا أبدا ، فقيل : يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال : اثنا عشر من أهل بيتي ـ أو قال ـ من عترتي » (٢).
فإنه يدل على إمامة أهل البيت عليهمالسلام من جهات :
١ ـ تشبيهه صلىاللهعليهوآلهوسلم أهل البيت بسفينة نوح.
__________________
(١) الأربعين لابن أبي الفوارس ـ مخطوط.
(٢) مسند الفردوس.