أقول :
إن من المعلوم لدى كلّ عاقب بصير أنه ليس لأهل السنة من ولاء أهل البيت عليهمالسلام واتباعهم نصيب أصلا ، فضلا عن أن يكون خاصا بهم ، كيف وهم يوالون بل يقتدون بمن ظلمهم وحاربهم وسبّهم وسمّهم وأبغضهم وانحرف عنهم! هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنهم ينفون فضلهم وينكرون عصمتهم ويخطّؤونهم في الأقوال والأفعال ولا يعتبرون بإجماعهم ... كما لا يخفى على من راجع كتبهم الكلامية والأصولية!! وهل هذا الذي زعمه ( الدهلوي ) إلاّ مباهتة تتحير منها الأحلام والأذهان؟
قوله :
لأنهم متمسكون بحبل وداد أهل البيت جميعهم حسب ما يريد القرآن : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ... ) وموقفهم من ذلك كموقفهم من الأنبياء : ( لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ... ) فلا يؤمنون ببعضهم ويعادون غيرهم.
أقول : هذه دعوى باطلة لا يسندها أي دليل ، ولعمري أنه يتذكر المرء منها قوله عز وجل : ( إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ ) (١).
وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ ) (٢).
__________________
(١) سورة المنافقون ـ ١.
(٢) سورة البقرة ـ ٩.