السلام ، وتخلّف الخلفاء عنهم من الوضوح بمكان ، كما أثبته علماؤنا الأعيان في كتب هذا الشأن ، فبطل بهذا خلافتهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وثبتت خلافة سيدنا أمير المؤمنين عليهالسلام.
إن هذا الحديث يدل على أن من اتّبعهم كان من المفلحين الناجين ، ومن خالفهم وتركهم كان من الكافرين الخاسرين ، فبهم وباتّباعهم يعرف المؤمن من الكافر ، وهذا المعنى أيضا يقتضي الامامة والرئاسة العامة ، لأنه من شئون العصمة المستلزمة للامامة ... كما تقدم.
إن هذا الحديث يدل على لزوم وجود إمام معصوم من أهل البيت عليهمالسلام في كل زمان إلى يوم القيامة ، ليتسنى للأمة في جميع الأدوار ركوب تلك السفينة والنجاة بها من الهلاك ، فهو إذا يدل على صحة مذهب أهل الحق وبطلان المذاهب الأخرى ، كما لا يخفى.
لقد جاء حديث السفينة بعد حديث الثقلين في سياق طويل بحيث لا يبقى ريب لمن لاحظه في دلالته على مطلوب أهل الحق ... وذلك ما رواه أبو عبد الله محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي في صدر كتابه ( الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ) حيث قال : « وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فهما خليفتان بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر سبب موصول من السماء إلى الأرض ، فإن استمسكتم بهما لن تضلوا ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة ، فلا تسبقوا أهل بيتي بالقول فتهلكوا ولا تقصّروا عنهم