قال ابن تيمية في جواب كلام العلامة الحلي قدس الله روحه حول الامام الرضا عليهالسلام : كان أزهد الناس وأعلمهم ـ ما نصه :
« أما قوله : كان أزهد الناس وأعلمهم ، فدعوى مجردة بلا دليل ، فكل من غلا في شخص أمكنه أن يدعي له هذه الدعوى ، كيف والناس يعلمون أنه كان في زمانه من هو أعلم منه وأزهد منه ، كالشافعي وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وأشهب بن عبد العزيز وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي وأمثال هؤلاء ، هذا ولم يأخذ عنه أحد من أهل العلم بالحديث شيئا ، ولا روى له حديثا في كتب السنة ، وإنما روى له أبو الصلت الهروي وأمثاله نسخا عن آبائه فيها من الأكاذيب ما نزّه الله عنه الصادقين منهم ، وأما قوله : إنه أخذ عنه الفقهاء المشهورون ، فهذا من أظهر الكذب ، هؤلاء فقهاء الجمهور المشهورون لم يأخذوا عنه ما هو معروف ، وإن أخذ عنه بعض من لا يعرف من فقهاء الجمهور فهذا لا ينكر ، فلأن طلبة الفقهاء يأخذون عن المتوسطين في العلم ومن هم دون المتوسطين » (١).
وقد ضعّف المقدسي أحاديث كثيرة قائلا : « فيه علي بن موسى الرضا ، يأتي عن آبائه بالعجائب » (٢).
وقال السمعاني ما نصه : « الرضا ـ بكسر الراء وفتح الضاء المعجمة ـ هذا لقب أبي الحسن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالرضا ، قال أبو حاتم ابن حبان البستي : يروي عن أبيه العجائب ، روى عنه أبو الصلت وغيره ، كأنه كان يهم ويخطئ » (٣).
__________________
(١) منهاج السنة ٢ / ١٢٥.
(٢) أنظر تذكرة الموضوعات.
(٣) الأنساب ـ الرضا.