متعذر ، فذكر بعضها تنبيه على حصول الاذن في جميعها ، ولئن سلمنا لكن الواو للجمع المطلق فيفيد الاذن في جمع تسعة بل ثمانية عشر لتضعيف كل منها.
وأمّا السنّة ، فلما ثبت بالتواتر أنّه صلّى الله عليه وسلّم مات عن تسع ، وقد أمرنا باتباعه في قوله ( فَاتَّبِعُوهُ ) وأقل مراتب الأمر الاباحة ، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم : فمن رغب عن سنتي فليس مني. والمعتمد عند الجمهور في جوابهم أمران ... » (١).
قال ابن تيمية :
« وأمّا سائر الإثني عشر فلم يدركوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقول النبي [ كذا ] أنهم نقلوا عن جدّهم إن أراد بذلك أنه أوحي إليهم ما قال جدّهم فهذه نبوة كما كان يوحى إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم ما قاله غيره من الأنبياء ، وإن أراد أنهم سمعوا ذلك من غيرهم فيمكن أن يسمع من ذلك الغير الذي سمعوه منهم ، سواء كان ذلك من بني هاشم أو غيرهم ، فأيّ مزية لهم في النقل عن جدّهم إلا بكمال العناية والاهتمام؟ فإنّ كلّ من كان أعظم اهتماما وعناية بأحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم وتلقيها من مظانها كان أعلم بها ، وليس من خصائص هؤلاء ، بل في غيرهم من هو أعلم بالسنة من أكثرهم ، كما يوجد في كل عصر من غير بني هاشم أعلم بالسنة من أكثر بني هاشم ، فالزهري أعلم بأحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم وأحواله وأقواله باتفاق أهل العلم من أبي جعفر محمد بن علي ، وكان معاصرا له » (٢).
هذا كلامه ونعوذ بالله منه ، على أن الزهري مجروح ومطعون فيه من وجوه
__________________
(١) غرائب القرآن ٤ / ١٧٢.
(٢) منهاج السنة ١ / ٢٣٠.