ولكنني جئتكم للآخرة ، فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فأنا أقبلها لبركاتها وأما المال فلا أقبله وردّه وقبل الثياب.
قال : ودخلنا على فاطمة بنت الحسين فقالت : هذا شاعرنا أهل البيت وجاءت بقدح فيه سويق فحركته بيدها وسقته الكميت فشربه. ثم أمرت له بثلاثين دينار ومركب فهملت عيناه وقال : لا والله لا أقبلها ، إني لم أحبكم للدنيا » (١).
وسبط ابن الجوزي فقيه ، مؤرّخ ، واعظ مشهور ، أثنى عليه علماء أهل السنة واعتمدوا عليه ونقلوا عنه ووثّقوه وأطروه.
١ ـ ابن خلكان بترجمة جدّه : « وكان سبطه شمس الدين أبو المظفر يوسف ابن قزغلي الواعظ المشهور ، حنفي المذهب ، وله صيت وسمعة في مجالس وعظه وقبول عند الملوك وغيرهم ، وصنّف تاريخا كبيرا رأيته بخطه في أربعين مجلدا سمّاه مرآة الزمان في تاريخ الأعيان. وتوفي ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة ٦٥٤ بدمشق بمنزله بجبل قاسيون ودفن هناك. ومولده في سنة ٥٨١ ببغداد وكان هو يقول : أخبرتني أمي أن مولدي سنة ٨٢. رحمه الله تعالى ».
وقال ابن خلكان بترجمة الحلاّج : « قلت : ذكر صاحبنا شمس الدين أبو المظفر يوسف الواعظ سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي الواعظ المشهور في تاريخه الكبير الذي سماه مرآة الزمان أخبار ابن المقفع وما جرى له وقتله في سنة ١٤٦. ومن عادته أن يذكر كل واقعة في السنة التي كانت فيها. فيدل على أن قتله في السنة المذكورة » (٢).
٢ ـ اليافعي : « العلاّمة الواعظ المؤرخ ... أسمعه جده منه ومن جماعة
__________________
(١) معاهد التنصيص في شواهد التلخيص ٣٨١ ـ ٣٨٨.
(٢) وفيات الأعيان ١ / ٤٠٥.