بل إنه يدري فالمصيبة أعظم ...
ولقد بالغ الحافظ ابن الجوزي في ذم أبي نعيم والطعن عليه ، وإليك نص عبارته : « وجاء أبو نعيم الاصبهاني فصنّف لهم ـ أي للصوفية ـ كتاب الحلية ، وذكر في حدود التصوف أشياء قبيحة ، ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمانا وعلي بن أبي طالب وسادات الصّحابة رضي الله عنهم ، فذكر عنهم فيه العجب » (١).
ومن رواة هذا الخبر هو « فضيل بن مرزوق » كما في ( الاكتفاء ) حيث جاء فيه : « وروي عن فضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن ـ أي المثنى ابن الحسن السبط ـ وقال له رجل : ألم يقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه.؟ قال : بلى. أما والله لو يعني بذلك الامارة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح بالصلاة والزكاة والصيام والحج ، فإن رسول الله كان أفصح الناس للمسلمين ، ولقال لهم : يا أيها الناس هذا والي الأمر والقائم عليكم من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا » (٢).
و« فضيل بن مرزق » وإن وثّقه غير واحد فقد تكلّم فيه جماعة من الأعلام ، قال الذهبي : « قال النسائي : ضعيف ، وكذا ضعفه عثمان بن سعيد » (٣).
قال : « قال أبو عبد الله الحاكم : فضيل بن مرزوق ليس من شرط
__________________
(١) تلبيس إبليس : ١٥٩.
(٢) الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء ـ مخطوط.
(٣) ميزان الاعتدال في نقد الرجال ٣ / ٣٦٢