من قبلها ، ولقد طلب بها أبوك بكلّ وجه فأخرجها تخاصم ومرّضها سرّا ودفنها ليلا ، فأبى الناس إلاّ تقديم الشيخين. ولقد حضر أبوك وفاة رسول الله فأمر بالصلاة غيره ، ثم أخذ الناس رجلا رجلا فلم يأخذوا أباك فيهم » (١).
هذا ، وقد روى هذه الكتب ابن الأثير وابن خلدون أيضا في تاريخيهما.
وأهل السنة في مثل هذا المورد الذي يريدون فيه التغلّب على أهل الحق يحترمون الحسن المثنى ، ويوجبون متابعته والانقياد له ، والحال أن المتعصبين منهم يقدحون في الأئمة الاثني عشر المعصومين أنفسهم ، ويسقطون إجماعهم عن الاعتبار ، ويطعنون في عدالتهم.
فهذه عقيدة متعصبيهم ـ كوالد الدهلوي في ( قرّة العينين ) ـ في الأئمة أنفسهم ـ وفي سيّدهم أمير المؤمنين عليهالسلام ـ الذي تعتقد الامامية العصمة فيهم وتوجب إطاعتهم والانقياد لهم ، فهل يجوز لمن يطعن في هؤلاء الأئمّة الاطهار أن يلزم شيعتهم بكلام ينسبونه إلى أحد أولادهم؟! وهل يجوز الإصغاء إلى هكذا استدلال من هكذا أناس؟!.
وهكذا شأن اهل السنة مع أولاد الأئمة ، فإنهم متى أرادوا التغلّب على أهل الحق ـ بزعمهم ـ عن طريق التشبث بكلام لواحد من المنتمين إلى أهل البيت قد قاله أو وضع على لسانه ، ذكروا ذلك الكلام مع مزيد التكريم والاحترام لقائله ، ليتم لهم الإلزام به كما يريدون.
ولكنّهم يطعنون في كثير من أولاد أئمة أهل البيت ، ويجرحونهم في الكتب الرجالية ، ويسقطون أخبارهم عن درجة الاعتبار :
__________________
(١) الكامل للمبرد ٢ / ٣٨٢.