عليه ، فلم ينصرف حتى ذهب بصره » (١).
وقال ابن كثير : « وقال هيثم عن يسار عن عمّار قال حدّث رجل عليا بحديث فكذّبه ، فما قام حتى عمي. وقال ابن أبي الدنيا حدثني سريح بن يونس ثنا هيثم بن إسماعيل عن سالم بن عمّار الحضرمي عن زاذان أبي عمر : إن رجلا حدّث عليا بحديث ، فقال علي : ما أراك إلاّ قد كذّبتني. قال : لم أفعل. قال : أدعو عليك إن كنت كذبت؟ قال : ادع. فدعا فما برح حتى عمي » (٢).
ونحوه ما رواه عبد الرحمن الجامي في ( شواهد النبوة ) من دعاء الامام عليهالسلام على من كان يكتب بأخباره إلى معاوية فعمي (٣).
وروى أحمد بن عطاء الله الاسكندري كرامة لسعد بن أبي وقّاص ، إذ قال بعد ذكر حكاية في دعاء إبراهيم بن أدهم : « قال الشيخ أبو العباس : ليس هذا عين الكمال ، وما فعله سعد أحد العشرة هو عين الكمال ، ادّعت عليه امرأة أنه احتاز شيئا من بستانها ، فقال : اللهّم إن كانت كاذبة فأعمها وأمتها في مكانها ، فعميت وجاءت تمشي يوما في بستانها فوقعت في بئر فماتت ، فلو كان ما فعله إبراهيم عين الكمال لكان الصحابي أولى به ، ولكنه كان سعد أمينا من أمناء الله نفسه ونفس غيره عنده سواء ، فما دعا عليها لأنها آذته ، ولكن دعا عليها لأنها آذت صاحب رسول الله ... » (٤).
وقال أبو يوسف : « حدّثنى الليث بن سعد عن حبيب بن أبي ثابت : أن أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم وجماعة المسلمين أرادوا عمر بن الخطاب أن
__________________
(١) إزالة الخفا في سيرة الخلفا ٢ / ١١٢.
(٢) تاريخ ابن كثير ٨ / ٥.
(٣) شواهد النبوة : ١٦٧.
(٤) لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس وشيخه أبي الحسن ـ هامش لطائف المنن للشعراني ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤.