أقول : فيكون تأويل حديث الغدير وصرفه عن معناه الظاهر فيه ، وكذا أشعار أمير المؤمنين وحسان وقيس بن سعد ، وسائر الأحاديث الدالة على إمامة أمير المؤمنين ... من أظهر مصاديق ما ذكره ( الدهلوي ) في أنه من صنيع الملاحدة والزنادقة ، وموجب لهدم أساس الدين الحنيف. والعياذ بالله.
على أن هذا التأويل يخالف مقتضى استدلال أبي بكر بحديث « الأئمة من قريش » على خلافته في مقابلة الأنصار ، فإن مقتضى ذلك كون الحديث وفيه مادة « الامامة » ظاهرا في الامامة والخلافة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أي المعنى المصطلح لا الامامة في التصوّف ، وإن أبا بكر قد استند إلى هذا الظهور واحتجّ به ... إذ لو لم تكن « الامامة » دالة على « الخلافة » لما استند إلى هذا الحديث لإثبات خلافته عن رسول الله.
وأمّا احتجاجه بالحديث المذكور للخلافة فمذكور في كتب السير والتواريخ وغيرها.
بل إنّ « الامامة » مرادفة ل « الخلافة » عند أهل السنة كما نصّ عليه شاه ولي الله الدهلوي (١). وعليه يكون المراد من « الامام » في أشعار أمير المؤمنين عليهالسلام وحسان وقيس هو « الخليفة » لا « إمام التصوّف ». وبهذا أيضا يبطل تأويل حديث الغدير ، ويظهر أنه مخالف لمذهب أهل السنة ومعتقدهم.
__________________
(١) إزالة الخفا. المقصد الاول من الفصل السابع.