وفي الباب الأول من ( التحفة ) نصّ ( الدهلوي ) على أن من مذهب أهل السنة هو حمل كلمات أمير المؤمنين عليهالسلام على الظاهر ، كما هو الشأن بالنسبة إلى كلام الله وكلام الرسول ، فإنها جميعا تحمل على ما هي ظاهرة فيه.
أقول : لقد ورد لفظ الامامة في أشعار أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولا ريب في أنّ « الامامة » ظاهرة في المعنى المصطلح لا إمامة التصوّف ، فصرف اللفظ عن معناه الظاهر فيه غير جائز عند ( الدهلوي ) ، بل غير جائز في مذهب أهل السنة والجماعة كما هو صريح كلامه.
وقال في باب النبوة : « العقيدة الثانية عشرة : إنّ نصوص الكتاب وأحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم كلّها جميعا محمولة على المعاني الظاهرة ، وقال السبعية ـ من الاسماعيلية ـ والخطابية والمنصورية والمعمرية والباطنية والقرامطة والرزامية ـ من فرق الشيعة ـ بأن ما ورد في الكتاب والسنة من ألفاظ الوضوء والتيمم والصلاة والصوم والزكاة والحج والجنة والنار والقيامة والحشر غير محمولة على ظواهرها ، بل هي إشارات إلى أشياء أخر لا يعلمها إلا الامام المعصوم ... » ثم ذكر أمثلة من مقالات هذه الفرق في هذا المقام ، وذكر أن صرف نصوص القرآن والأحاديث عن ظواهرها من عمل الملاحدة والزنادقة ، وأنه يترتب على هذا الأمر الشنيع شنائع وفضائح كثيرة ، وينهدم بذلك دعائم الدين ـ والعياذ بالله ـ.