الصلاة والسلام وبطل عموم إمامتهم ، وإذا ثبت بطلان عموم إمامتهم ثبت بطلان تقدّمهم على الأمير عليهالسلام ، لعدم جواز تقدم المأموم على إمامه.
فظهر أن التأويل المذكور لحديث الغدير لا ينفع مرام أهل السنة ، لا من قريب ولا من بعيد ، ولله الحمد على ذلك حمدا جميلا.
وبالتالي ، فقد ثبتت إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام من أشعاره وأشعار حسان بن ثابت وقيس بن سعد بن عبادة ، وإذا كان إماما فهو معصوم من جميع الذنوب ، وإذا كان معصوما فقد ثبتت خلافته وبطلت خلافة من تقدّم عليه ، لقبح تقدّم غير المعصوم على المعصوم ، بل هو من أقبح القبائح.
وأما دلالة لفظ « الامام » على « العصمة من جميع الذنوب » فقد اعترف بها فخر الدين الرازي حيث قال :
« قوله تعالى : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) يدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان معصوما عن جميع الذنوب ، لأن الامام هو الذي يؤتم به ويقتدى ، فلو صدرت المعصية منه لم يجب علينا الاقتداء به في ذلك ، وإلاّ فيلزم أن يجب علينا فعل المعصية وذلك محال ، لأن كونه معصية عبارة عن كونه ممنوعا عن فعله ، ووجوبه عبارة عن كونه ممنوعا من تركه. والجمع بينهما محال » (١).
__________________
(١) تفسير الرازي ٤ / ٤٣.