لقد ذكر ( الدهلوي ) أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يمنع الشخص. الواحد الذي وقع في علي عليهالسلام وتكلّم فيه عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلمه بأن ذلك لا يجدي ، بل يحمل على المحبة الشخصية له بالنسبة إلى علي عليهالسلام ... لكن الموجود في روايات أهل السنة وأكابر محدثيهم أنه منع بريدة بالخصوص من ذلك قائلا له « لا تقع في علي فإنّه مني وأنا منه وهو وليّكم بعدي » كما في ( مسند أحمد بن حنبل (١) ) وفي ( انسان العيون ) : « يا بريدة لا تقع في علي فإن عليا مني وأنا منه ... » (٢).
وقال ابن حجر المكي : « وأيضا ، فسبب ذلك كما نقله الحافظ شمس الدين الجزري عن ابن إسحاق : إن عليا تكلّم فيه بعض من كان معه في اليمن ، فلما قضى صلّى الله عليه وسلّم حجه خطبها تنبيها على قدره وردّا على من تكلّم فيه كبريدة ، لما في البخاري أنه كان يبغضه ، وسبب ذلك ما صححه الذهبي أنه خرج معه إلى اليمن ، فرأى منه جفوة فنقصه للنبي صلّى الله عليه وسلّم ، فجعل يتغير وجهه ويقول : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قال : بلى يا رسول الله. قال : من كنت مولاه فعلي مولاه » (٣).
لقد دلّت روايات وكلمات أكابر محدثي أهل السنة وأئمتهم أمثال : ابن أبي
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٣٥٦.
(٢) انسان العيون ٣ / ٣٣٨.
(٣) الصواعق المحرقة : ٢٥.