ـ فقال بعد بيان الأول ـ :
« والثاني : إن عمر قال له : أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، مع أنهم لم يصبح إماما لهم ، فعلمنا أنه ليس المراد من المولى الامامة. لا يقال : إنه لمّا حصل الاستحقاق في الحال للتصرّف في ثاني الحال حسنت التهنية لأجل الاستحقاق الحاضر. لأنا نقول : إنا لا نحتج بحسن التهنية بل نحتج بأن قوله أصبحت مولاي يقتضي حصول فائدة المولى في ذلك الصباح ، مع أنّ الامامة غير حاصلة في ذلك الصباح ، فعلمنا أنّ المراد من المولى غير الامامة ، ولا يمكن حمل المولى على المستحق للامامة ، لأن المولى وإن كان حقيقة في الامامة لكنه غير حقيقة في المستحق للامامة بالاتفاق. فحمل اللفظ على هذا المعنى يكون على خلاف الأصل ».
روى السيد علي الهمداني : « عن عمر بن الخطاب قال : نصب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا علما. فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره ، اللهم أنت شهيدي عليهم ، قال : وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح. فقال : يا عمر ، لقد عقد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عقدا لا يحلّه إلاّ منافق ، فاحذر أن تحلّه. قال عمر : فقلت يا رسول الله إنك حيث قلت في علي كان في جنبي شاب حسن الوجه طيّب الريح قال كذا وكذا ، فقال : يا عمر إنه ليس من ولد آدم لكنه جبرئيل أراد أن يؤكّد عليكم ما قلته في علي » (١).
ومن هذه الرواية يظهر عموم « من » في « من كنت مولاه فعلي مولاه » لعمر ابن الخطاب ـ وللأول والثالث أيضا بالإجماع المركّب ـ من تأكيد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجبرئيل عليهالسلام.
__________________
(١) المودة في القربى. انظر ينابيع المودة ٢٤٩.