قبيحة ، ولم يستحي أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وسادات الصحابة رضي الله عنهم » (١).
أقول : وإذا كان ذكر أمير المؤمنين عليهالسلام في الصّوفية من عدم الحياء ، فإن حمل ما يدلّ على إمامته على إمامة التصوّف من عدم الحياء كذلك.
وقد بالغ الشاه ولي الله الدهلوي والد مخاطبنا ( الدهلوي ) في رد عقائد الصوفية وإبطال مقالاتهم ، واستيصال مطالبهم وبيان عدم ثبوتها من الشّرع الشريف في كتابه ( قرة العينين ) فمن شاء الوقوف على كلامه فليراجع الكتاب المذكور فإنه كلام طويل. وما أظن أن أحدا يقف على هذا الكلام وتسوّل له نفسه لأن يحمل حديث الغدير على هذا المحمل الفاسد.
وذكر المولوي إسماعيل في ( رسالة الامامة ) أن الامامة هي ظل الرسالة ومبناها على الاظهار لا الإخفاء ، وليس كذلك سائر أرباب الولاية ، وعلى هذا فلا يجوز حمل الكلمات الصادرة من الأئمة في بيان إمامتهم على تزكية النفس ونحو ذلك.
ويفيد هذا الكلام أنّ الامامة التي ذكرها أمير المؤمنين عليهالسلام في أشعاره وأظهرها وأبدى اعتزازه بها ليست الامامة الباطنية والاّ لما أظهرها ولما ادّعاها.
__________________
(١) تلبيس إبليس ١٥٩.