نحل بعمرة فحللنا. قال : ثم أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلما فرغ من الخبر عن سفره قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انطلق فطف بالبيت وحلّ كما حلّ أصحابك. قال : يا رسول الله إني قلت حين أحرمت : اللهم إني أهل بما أهل به نبيّك وعبدك ورسولك محمد. قال : فهل معك من هدي؟ قال : لا. أشركه صلّى الله عليه وسلّم في هديه وثبت على إحرامه مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، حتى فرغ من الحج ونحر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عنهما.
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال : لما أقبل علي رضياللهعنه من اليمن ليلقى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكّة تعجّل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه ، فعمد ذلك الرجل فكسى كلّ رجل من القوم حلّة من البز الذي كان مع علي رضياللهعنه ، فلمّا دنا جيشه خرج ليلقاهم فإذا عليهم الحلل. قال : ويلك ما هذا؟ قال : كسوت القوم ليتجمّلوا به إذا قدموا في الناس. قال : ويلك! انزع قبل أن تنتهي به إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال : فانتزاع الحلل من الناس ، فردّها في البز. قال : وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم. قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم ، عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجزة ، عن عمته زينب بنت كعب ـ وكانت عند أبي سعيد الخدري ـ عن أبي سعيد الخدري قال : اشتكى الناس عليا رضياللهعنه ، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فينا خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس لا تشتكوا عليا فو الله لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله » (١).
هذه رواية ابن إسحاق ، فأين ما نسبه ( الدهلوي ) إليه؟
إن مفاد كلام ( الدهلوي ) هذا هو أن الصحابة كانوا يحملون أوامر النبي
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ / ٦٠٣.