نكيرهم في أبواب الفروع (١) ، فهكذا فعل المؤلّف العلّامة ، ومعذلك لم يسقط الاسناد رأساً ـ وله الشكر والثناء ـ ليكون الناظر في تلك الأحاديث على بصيرة تامة من التحقيق والتدقيق .
* * *
وأما كيفية تدوين الكتاب ، فقد أوضحنا ذلك في مقدَّمة الجزء ١٠٦ : فهرس مصنفات الأصحاب (٢) في كلام مستوفى ، وذكرنا أنّه ـ قدِّس سرُّه ـ كان بصدد أن يكتب لهذه الكتب غير المتداولة غير المتواترة فهرسّاً عامّاً ، فعمل أوَّلاً عناوين الكتب والأبواب ، عامّاً شاملاً بأحسن سليقة وأتمّ استيعاب ، ثمَّ شرع في مطالعة الكتب وترتيب فهرسّها ، وبعد ما فرغ من فهرسّ عشرة منها ، بداله أنَّ هذا الفهرسَّ لا ينتفع به إلّا الخواصُّ ، فرجع عن ذلك وكتب هذا الكتاب الجامع
________________________
الرموز المصحفة أو المشتبهة فلا يجد الحديث في المصدر ، فيتهم المؤلف بوضع الحديث .
وهكذا بالنسبة الى أسامي الرواة ، عامل معهم معاملة الفروع ليكون الناظر في الحديث على بصيرةٍ من ضعف الحديث وقوته ، وهذا مفيد جداً كما لا يخفى .
(١) ولنا في نفوذ هذه القاعدة والمراد من أحاديث من بلغ كلام لطيف راجع ج ٨٧ ص ١٠٢ .
(٢) قد كان قدس سره أول من تنبه الى ان الباحث المحقق بحاجة ماسة من فهرس جامع للاخبار ، لكونها غير منتظمة تنظيماً يسهل للطالب العثور عليها ، فأراد أن يعمل لها فهرساً عاما شاملا لكنه لما أخرج فهرس عشرة من المصادر ، وهو الذي جعلناه في جزء عليحدة ( ١٠٦ ) أعرض عن ذلك ، لكون الكتب غير مطبوعة لا ينتفع بالفهرس الا الخاص من الخواص .
فكما أنه قدس سره أول من بوب آيات الله البينات بصورة تفصيلية ( تفصيل آيات القرآن الحكيم ) هو أول من فهرس كتب الاحاديث بصورة عامة شاملة ( الجامع المفهرس ) فرضوان الله عليه من رجل ما أعظم بركة وجوده الشريف .