عليهم فقتلوهم . فسألتهم أن يدفعوا لي قَتَلةَ إخواني أقتلهم بهم ثم كتاب الله حكم بيني وبينهم فأبوا عليّ وقاتلوني وفي أعناقهم بيعتي ودماءُ قريبٍ من ألف رجل من شيعتي ، فقتلتهم أفي شك أنت من ذلك ؟ فقال : قد كنت في شك ، فأما الآن فقد عرفت ، واستبان لي خطأ القوم ، وانك المهتدي المصيب .
ثم إن علياً ( ع ) تهيأ لينزل ، وقام رجال ليتكلموا ، فلما رأوه نزل جلسوا وسكتوا .
ونزل بالكوفة على جعدةَ بن هبيرة المخزومي وهو ابن أخته أم هاني . ودخل المسجد فصلى ثم تحول فجلس إليه الناس . فسأل عن رجل من الصحابة كان نزل الكوفة فقال قائل : استأثر الله به . فقال علي ( ع ) : إن الله تبارك وتعالى لا يستأثر بأحدٍ من خلقه ، إنما أراد الله جل ذكره بالموت اعزاز نفسه واذلال خلقه ، وقرأ قوله تعالى : ( كُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) .
ولما لحق به ( ع ) ثقَلُه قالوا : أننزل القصر ؟ فقال ( ع ) : قصر الخبال (١) لا تنزلوا فيه . ومكث ( ع ) في الكوفة ، فقال شن بن عبد القيس :
قل لهذا الإِمام قد خبتَ الحر |
|
بُ وتمّت بذلك النعماءُ |
وفرغنا من حرب من نقض العهدَ وبالشام حيّة صمّاءً |
||
تنفث السم ما لمن نهشته |
|
فارمها قبل أن تعض شفاءُ |
إنه والذي يحجُ له الناس |
|
ومن دون بيته البيداء |
لضعيف النخاع إن رمي اليوم |
|
بخيلٍ كأنها أشلاء |
تتبارى بكل أصيد كالفحل |
|
بكفّيه صُعْدةٌ سمراء |
إن تذره فما معاوية الدهر |
|
بمعطيك ما أراك تشاءُ |
ولنَيْلُ السماء أقرب من ذاك |
|
ونجم العيّوق والعوّاءُ |
__________________
(١) الخبال : الفساد .