يذكرني الوليد دعا عليٍّ |
|
ونطق المرء يملأه الوعيدُ |
متى تذكر مشاهده قريش |
|
يطر من خوفه القلب السديدُ |
فأما في اللقاء فأين منه |
|
معاوية بن حرب والوليدُ |
وعيرني الوليد لقاء ليثٍ |
|
إذا ما شدّ هابته الأسود |
لقيت ولستُ أجهله علياً |
|
وقد بلّت من العلق اللبود |
فأطعنه ويطعنني خلاساً |
|
وماذا بعد طعنته أريدُ |
فرمها منه يا بن أبي مُعَيْط |
|
وأنت الفارس البطل النجيد |
وأقسم لو سمعتَ ندا علي |
|
لطار القلب وانتفخ الوريدُ |
ولو لاقيته شُقّت جيوبٌ |
|
عليك ولطمت فيك الخدود |
« بين عمّار وعمرو بن العاص » (١)
قال نصر بن مزاحم : بينا علي ( ع ) واقفاً بين جماعة من همدان وحمير وغيرهم ، إذ نادى رجل من أهل الشام : من يدل على أبي نوح الحميري ؟ فقيل له : قد وجدته . فماذا تريد . فحسر عن لثامه فإذا هو ذو الكلاع الحميري ومعه جماعة من أهله ورهطه . فقال لأبي نوح : سر معي حتى نخرج من الصف فإن لي إليك حاجة ، فخرج في كتيبة معه .
فقال ذو الكلاع : إنما أريد أن أسألك عن أمرٍ فيكم تمارينا فيه . أحدثك حديثاً حدثناه عمرو بن العاص قديماً في خلافة عمر بن الخطاب ، ثم اذكرنا الآن فيه فأعاده . إنه يزعم أنه سمع رسول الله ( ص ) قال : « يلتقي أهل الشام وأهل العراق ، وفي احدى الكتيبتين الحق وامام الهدى ومعه عمار بن ياسر .
فقال أبو نوح : نعم والله إنه لفينا .
قال : نشدتك الله أجاد هو في قتالنا ؟ قال : نعم ورب الكعبة لهو أشد على قتالكم مني ، ولوددت أنكم خلق واحد فذبحته وبدأت بك قبلهم وأنت ابن عمي .
__________________
(١) شرح النهج ٨ / ١٦ وما بعدها .