وإنه أغرى جفاةً فأوردهم النار ، وأوردهم العار ، والله محلٌّ بهم الذل والصَغَارْ .
خطبةُ ابن التيّهان
وأقبل أبو الهيثم بن التيهان ، وكان من أصحاب رسول الله ( ص ) بدرياً ، نقيباً ، عَقْبيّاً ، يُسوّي صفوف أهل العراق ويقول : يا معشر أهل العراق ، انه ليس بينكم وبين الفتح في العاجل والجنة في الآجل إلا ساعة من النهار ، فأرسُوا أقدامكم وسوّوا صفوفكم ، وأعيروا ربكم جماجمكم ، واستعينوا بالله إلٰهِكم ، وجاهدوا عدو الله وعدوّكم ، واقتلوهم قَتَلهُمْ الله وأبادهم ، واصبروا فإن الأرض لله يورثها من يشاءُ من عباده والعاقبةُ للمتقين .
مالك الأشتر يشيد بالإِمام علي ( ع )
وقام مالك الأشتر رضي الله عنه يخطب الناس وهو يومئذٍ على فرس أدهم مثل حلك الغراب ، فقال : الحمد لله الذي خلق السمواتِ العلىٰ ، والرحمان على العرش استوى . . إلى أن قال : معنا ابن عم نبينا ، وسيفٌ من سيوف الله عليُّ بن أبي طالب ، صلى مع رسول الله ، لم يسبقه إلى الصلاة ذَكَرٌ حتى كان شيخاً ، لم تكن له صَبْوَة ، ولا نَبْوَة ، ولا هَفْوَة ولا سَقْطَة ، فقيهٌ في دين الله تعالى ، عالم بحدوده ، ذو رأيٍ أصيل وصبرٍ جميل ، وعَفَافٍ قديم ، فاتقوا الله وعليكم بالعزم والجد ، واعلموا أنكم على الحق ، وأن القوم على الباطل ، وإنما تقاتلون معاوية وأنتم مع البدريين قريب من مائة بدري سوى من حولكم من أصحاب محمد ( ص ) أكثر ما معكم رايات قد كانت مع رسول الله . ومع معاوية رايات قد كانت مع المشركين على رسول الله ( ص ) فما يَشُكُّ في قتال هؤلاء إلا من كان ميّت القلب ، أنتم على إحدى الحُسْنَيينْ إما الفتحُ وإما الشهادة ، عصمنا الله وإياكم بما عصم .
« مساومة عمرو لمعاوية »
وطلب معاوية إلى عمرو بن العاص أن يُسوّي
صفوف أهل الشام . فقال