وذكر فيه ، عن القاسم بن مصعب العبدي قال : قام عثمان ذات يوم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : نسوة تكتبن (١) في الآفاق لتنكث بيعتي ويهراق دمي ، والله لو شئت أن أملأ عليهنّ حجراتهن رجالا سودا وبيضا لفعلت ، ألست ختن رسول الله صلىاللهعليهوآله على ابنتيه ، ألست جهّزت جيش العسرة (٢) ، ألم آل رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أهل مكة ، قال إذ تكلّمت امرأة من وراء الحجاب ، قال : فجعل يبدو لنا خمارها أحيانا ، فقالت : صدقت ، لقد كنت ختن رسول الله صلىاللهعليهوآله على ابنتيه ، فكان منك فيهما ما قد علمت ، وجهّزت جيش العسرة ، وقد قال الله تعالى : ( فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ) (٣) ، وكتب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أهل مكّة فيك عن بيعة الرضوان إنّك (٤) لم تكن لها أهلا ، قال : فانتهرها عثمان ، فقالت : أمّا أنا فأشهد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّ لكلّ أمّة فرعون ، وإنّك فرعون هذه الأمّة.
وذكر فيه من عدّة طرق قال : لمّا اشتدّ الحصار على عثمان تجهّزت عائشة للحج (٥) ، فجاءها مروان وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، فسألاها الإقامة والدفع عنه ، فقالت : قد عريت (٦) غرائري (٧) ، وأدنيت ركابي ، وفرضت على نفسي الحج ، فلست بالّتي أقيم فنهضا (٨) ، ومروان يتمثل :
فحرق قيس على البلاد |
|
حتّى (٩) إذا اشتعلت (١٠) أجذما (١١) |
__________________
(١) كذا في النسخة ، وفي البحار : « يكتبن » ، ويحتمل : « يكبتن ».
(٢) في النسخة : « العشرة ».
(٣) الأنفال ٨ : ٣٦.
(٤) في البحار : « غيبك عن بيعة الرضوان لأنّك ».
(٥) في النسخة : « الحج » ، والمثبت من البحار.
(٦) في البحار : « عزيت » ، وفي حاشية البحار : « غررت ».
(٧) في النسخة : « عزايري » ، والمثبت من البحار.
(٨) في النسخة : « فيهضا » والمثبت من البحار.
(٩) في النسخة : « وحتّى » ، والمثبت من البحار.
(١٠) في النسخة : « اشتغلت ».
(١١) في النسخة : « وأجذما ».