ونقل الكل من أصحاب الحديث أو من تثبت بنقله الحجة من الفرق المختلفة أخبار المعمرين ودونوا أشعارهم وأخبارهم.
فمن ذلك عمرو بن حممة الدوسي عاش أربعمائة سنة حاكما على العرب وهو ذو الحلم الذي يقول فيه المتلمس اليشكري ، شعر :
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا |
|
وما علم الإنسان إلا ليعلما (١) |
وهو القائل :
كبرت وطال العمر حتى كأنني |
|
سليم أفاع ليله غير مودع |
فما الموت أفناني ولكن تتابعت |
|
علي سنون من مصيف ومربع |
ثلاث مئين قد مررن كواملا |
|
وها أنا هذا أرتجي مر أربع |
ومنهم الحارث بن كعب بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد المذحجي ، وكان من حكماء العرب وفصحائهم وهو القائل ، شعر :
أكلت شبابي فأفنيته |
|
وأمضيت بعد دهور دهورا |
ثلاثة أهلين صاحبتهم |
|
فبادوا وأصبحت شيخا كبيرا |
عسير القيام قليل الطعام |
|
قد ترك الدهر خطوي قصيرا |
أبيت أراعي نجوم السما |
|
أقلب أمري بطونا ظهورا |
ومنهم المستوغر وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد (٤) بن مناة بن تميم بن مر بن أد بن طلحة (٥) بن إلياس بن مضر.
عاش ثلاثمائة سنة وأدرك أول الإسلام وروي أنه مات قبل ظهور النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو القائل ، شعر :
__________________
(١) المعمرون والوصايا : ٥٨.
(٢) كنز الفوائد : ٢٥٠ ، المعمرون والوصايا : ٥٨.
(٣) كنز الفوائد : ٢٥١ ، المعمرون والوصايا : ١٢٤ ، الأمالي للمرتضى ١ : ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
(٤) في الأمالي للمرتضى : « زيد مناة ».
(٥) في الأمالي : « طابخة بن الياس ».