رواية اخرى : يدفعون في خصيتيه ـ وداسوه ، ثم حمل إلى الرملة فمات بها (١).
وقال ابن خلّكان أيضا : وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : لمّا داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس وهو مقتول ( وهو منقول؟! ) (٢).
وقد اختلفوا في مكان موته كما مرّ عليك ، والصحيح ما قاله السبكي : فالصحيح أنّه أخرج من دمشق لمّا ذكر فضائل علي ، قيل فما زالوا يدفعون في خصيتيه حتى أخرج من المسجد ، ثم حمل إلى الرملة فتوفّي بها ، توفّي بفلسطين ١٣ صفر (٣).
ولعلّ القارئ انتبه إلى اختلافات عبائر القوم عن هذه الشهادة ، فمنهم المصرّح بها المترضّي عنه كالمباركفوري ، ومنهم من وصفها بالمحنة فقط مبهّما أمرها ؛ [ لكي ] يبقى القارئ لعبارته في حيرة ، لا يدري أيّة محنة هي؟
وهل يوجب تفضيل علي عليهالسلام لصاحبه محنة! ولا يعرف عظم هذه المحنة وكبرها ووحشيّتها وخروجها عن أدنى الموازين الإنسانية ـ فضلا عن الإسلام! ـ .. لا يعرف هذا إلاّ من عرف حقد أبي جهل وضغينة أبي سفيان وحفيظة ابن آكلة الأكباد على محمّد صلىاللهعليهوآله ومن اتّبعه.
وقد حاول بعضهم تخفيف وطأتها ؛ لشعورهم بعظمتها وكونها وصمة لا تزول من تاريخ فاعليها ، فعبّر عنها الذهبي والأسنوي بأنّ النسائي : خرج حاجّا فامتحن بدمشق فأدرك الشهادة (٤).
__________________
(١) وفيات الأعيان ١ / ٧٧.
(٢) وفيات الأعيان ١ / ٧٧.
(٣) طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ١٦.
(٤) العبر ٢ / ١٢٤ ، طبقات الشافعية ٢ / ٤٨٠.