أديبا شاعرا عارفا بفنون اللغة وأوزان العروض.
أمّا جمال الدين أبو المحاسن فيقول : وكان ابن منير بارعا في اللغة والعربية والأدب.
ويقول محقّق الديوان ص ١٢ : إنّ ابن منير شاعر بارع ، وشعره وثيقة تاريخية لأحداث عصره ، إذ أنّه شهد مرحلة تاريخية حافلة بأحداث الشام ، فلقد عاصر الحروب الصليبية منذ بدايتها ... فلذلك غلب على شعره الاتّجاه الحربي وكثرت في قصائده صور المعارك وويلاتها ... ـ إلى أن قال في : ١٨ ـ : ويمكن القول إنّ شعره الحربي صورة حيّة ناطقة بصور الكفاح والجهاد في تاريخنا ...
وشعر ابن منير الحربي يذكّرنا بأبي الطيّب المتنبّي ، إذ أنّ الشاعر يبدأ معظم قصائده الحربية ببدايات قويّة تتّسم بالتهويل والضجيج.
وأمّا القصيدة التترية فهي نحو المائة بيت ؛ إذ هي في رواية ابن حجّة الحموي في ثمرات الأوراق مائة وستّة أبيات ، وفي ديوان ابن منير : ١١٠ ـ ١١٩ ، (١٠٢) بيتا ، وفي أعيان الشيعة (٩٩) بيتا.
وموجز قصّتها : أنّ ابن منير جهّز بهدايا سنيّة ـ مع مملوك له يسمّى تتر ، وكان يهواه كثيرا ـ إلى الشريف أبي الرضا بن أبي مضر الموسوي (١) ، فتوهّم الشريف أنّ تتر من ضمن الهدايا فأمسكه ، فلم ير ابن منير حيلة في استرداد مملوكه إلاّ أنّ يهدّد الشريف بالنزوع عن التشيّع وأنّه سيصبح سنّيا! فنجحت الحيلة ، ولمّا وقف الشريف على القصيدة تبسّم وقال : أبطأنا عليه ، فجهّز المملوك تتر مع هدايا نفيسة.
__________________
(١) وإلى الآن لم نهتد إلى معرفة هذا الشريف من هو!