وسمّى له إسماعيل پاشا ٥٨٨ كتابا (١) ، وقال ابن القاضي في درّة الحجال ٣ / ٩٢ في ترجمة السيوطي ، رقم ١٠١٨ : وله تصانيف لا تحصى كثرة تناهز الألف!.
ومهما كان فقد بلغ السيوطي في حياته مكانة مرموقة ومرتبة سامية بحيث أثارت حسد منافسيه من أقرانه ومعاصريه ، كابن العليف وابن الكركي والسخاوي وهو أشدهم عليه ، فوجّهوا إليه الطعون والتهم فكتب السيوطي في الردّ عليهم : الصارم الهندي ( المنكي ) في عنق ابن الكركي ، وكتاب : الجواب الزكي عن قمامة ابن الكركي ، وكتاب : الكاوي لدماغ السخاوي.
وكتب السخاوي كتابا حافلا في الدفاع عن نفسه وترجمة حياته والتعريض بالسيوطي والتعرّض له سمّاه : إرشاد الغاوي (٢).
والحقّ أنّ السيوطي قد أغنى المكتبة العربية بكتبه الكثيرة والمتنوّعة التي تمتاز بغزارة مادّة وجودة تنظيم ، وفيها ما لا يستغنى عنه ولا يسدّ مسدّها كتاب آخر ، كالدرّ المنثور ، والإتقان ، والجامع الكبير ( جمع الجوامع ) ، والمزهر ، والأشباه والنظائر ، ونحوها ، ولاقت قبولا وإقبالا منذ عصره وحتى الآن ، ولا تكاد تجد مكتبة في الدنيا عربية أو أجنبية إلاّ وفيها من تراثه الفكري من مطبوع أو مخطوط قلّ أو كثر ، ولذلك استهوت غير
__________________
أولها رسالته في فهرس مؤلّفاته ، ثم نشره عبد العزيز السيروان في مقدّمة كتابه : معجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين في بيروت سنة ١٤٠٤.
(١) هدية العارفين ١ / ٥٣٤ ـ ٥٤٤.
(٢) رأيت منه مخطوطة في آيا صوفيا ، رقم ٢٩٥٠ ، والنسخة مكتوبة في حياته وعليها خطّه في ٢٣١ ورقة ، على أنّها ناقصة الآخر ، وفي الورقة ٧٩ ب سرد مؤلّفاته.