تلميذ الشهيد بهاء الدين العودي حاكيا عن الشهيد نفسه في رحلته إلى مصر عام ٩٤٢ ه وتتلمذه على جماعة هناك يبلغ عددهم ستّة عشر رجلا من أعلام مصر ، قال : ومنهم الشيخ أبو الحسن البكري ، سمعت عليه جملة من الكتب في الفقه والتفسير وبعض شرحه على المنهاج.
ثم أخذ الشهيد الثاني ـ رحمهالله ـ يصف شعبية شيخه هذا ومكانته الاجتماعية وشدّة حبّ الناس له ، منها قوله : وكان من شدّة ميل الناس إليه إذا حضر مجلس العلم أو دخل المسجد يزدحم الناس على تقبيل كفّيه وقدميه حتى منهم من يمشي حبوا حتى يصل إلى قدميه يقبّلهما ...
وفي أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ من خلط بين هذين! منهم ميرزا عبد الله أفندي في كتابه رياض العلماء ٥ / ٤٤٠ ، قال : الشيخ أبو الحسن البكري ، قد يطلق على الشيخ الجليل أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن محمّد البكري ، صاحب كتاب ( الأنوار في مولد النبي المختار ) وغيره من الكتب ، وكان أستاذ الشهيد الثاني ، وسيجيء شرح أحواله في القسم الثاني ، فإنّه يقال : إنّه من العامّة ...
وأظنّ أنّ هذا الخلط والوهم تسرّب منه إلى شيخه العلاّمة المحدّث المجلسي ـ قدس الله روحه ـ فقال في مقدّمة موسوعته الحديثية الكبرى بحار الأنوار ١ / ٢٢ عند عدّ مصادره :
وكتاب الأنوار في مولد النبي صلىاللهعليهوآله ، وكتاب مقتل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكتاب وفاة فاطمة عليهاالسلام ، الثلاثة كلّها للشيخ الجلى أبي الحسن البكري أستاذ الشهيد الثاني رحمة الله عليهما.
وثالثهم العلاّمة المتبحّر المحدّث الرجالي الحاجّ ميرزا حسين النوري ـ قدّس الله نفسه ـ في خاتمة المستدرك ٣ / ٤٢٦ في ترجمة الشهيد الثاني