٢٧٩ ، في الفصل التاسع عشر منه بإسناد آخر ، عن جرير بن عبد الحميد الضبّي ، عن الأعمش ، قال : وجّه إليّ المنصور! فقلت للرسول : لما يريدني أمير المؤمنين؟! قال : لا أعلم ؛ فقلت : أبلغه أنّي آتيه ؛ ثم تفكّرت في نفسي فقلت : ما دعاني في هذا الوقت لخير ، ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، فإن أخبرته قتلني!! قال : فتطهّرت ولبست أكفاني وتحنّطت ، ثم كتبت وصيّتي ، ثم صرت إليه فوجدت عنده عمرو بن عبيد ، فحمدت الله تعالى على ذلك وقلت : وجدت عنده عون صدق من أهل النصرة ، فقال لي : أدن يا سليمان ؛ فدنوت.
فلمّا قربت منه أقبلت على عمرو بن عبيد أسائله ، وفاح منّي ريح الحنوط فقال : يا سليمان ما هذه الرائحة؟!
والله لتصدقني وإلاّ قتلتك! فقلت : يا أمير المؤمنين ، أتاني رسولك في جوف الليل فقلت في نفسي : ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلاّ ليسألني عن فضائل عليّ ، فإن أخبرته قتلني! فكتبت وصيّتي ولبست كفني وتحنّطت.
فاستوى جالسا وهو يقول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
ثم قال : أتدري يا سليمان ما اسمي؟
قلت : عبد الله الطويل بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلب.
قال : صدقت ، فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كم رويت في عليّ من فضيلة ، من جميع الفقهاء كم يكون؟
__________________
[ قصّة الأعمش والمنصور سردها أخطب خوارزم الموفّق بن أحمد الخوارزمي في كتاب مناقب علي ].