أقول : يبدو أنّ الحديث الثاني كان في مثالب بعض الحكّام المنافقين فكنّوا عن اسمه وعمّا يلاقيه يوم القيامة!
الأعمش وأبو حنيفة
وأخرج الكلابي ـ المتوفّى سنة ٣٩٦ ه ـ في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام (١) في الحديث رقم ٣ ، بإسناده عن شريك بن عبد الله ، قال : كنت عند الأعمش ـ وهو عليل ـ فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى ، فقالوا : يا أبا محمّد ، إنّك في آخر أيّام الدنيا وأوّل أيّام الآخرة ، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث ، فتب إلى الله منها! قال : أسندوني أسندوني ؛ فأسند ، فقال : حدّثنا أبو المتوكّل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى لي ولعليّ : ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنّة من أحبّكما ، فذلك قوله تعالى : ( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) [ سورة ق ، الآية ٢٣ ].
قال : فقال أبو حنيفة للقوم : قوموا لا يجيء بشيء أشدّ من هذا!.
وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل برقم ٨٩٥ بسندين.
ورواه الكردري في كتاب : مناقب أبي حنيفة!! ٢ / ٦.
ورواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في الجزء الثاني من أماليه : ٢٤١ بإسناد آخر ولفظ أطول ممّا تقدّم ، فروى عن شريك بن عبد الله القاضي ، قال : « حضرت الأعمش في علّته التي قبض فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل
__________________
(١) يأتي كتابه مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام برقم ٧٢٥ ، فراجع ترجمته هناك.