يملكه ، مكرم للغرباء ... (١).
وقال عنه تلميذه الآخر عبد القاهر الرهاوي : تعذّر وجود مثله في أعصار كثيرة ... أربى على أهل زمانه في كثرة السماع ... وبرع على حفّاظ عصره في حفظ ما يتعلّق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير ... (٢).
وكان يقول : لو أنّ أحدا يأتي إليّ بحديث واحد من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يبلغني لملأت فمه ذهبا (٣).
وكان ـ رحمهالله ـ شديد التمسّك بسنن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فكان لا يسمع باطلا أو يرى منكرا إلاّ غضب لله ، ولم يصبر على ذلك ولم يداهن فيه (٤).
وكان لا يأكل من أموال الظلمة ، ولا قبل منهم مدرسة قطّ ولا رباطا ...
وكان يقرىء نصف نهاره الحديث ، ونصفه القرآن والعلم.
وكان لا يخشى السلاطين ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا يمكّن أحدا أن يعمل في مجلسه منكرا ولا سماعا ... (٥).
وكان حسن الصلاة ، لم أر أحدا من مشايخنا أحسن صلاة منه ، وكان مشدّدا في أمر الطهارة لا يدع أحدا يمس مداسه! ... (٦).
__________________
(١) المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ـ لابن الدمياطي ـ : ٩٦.
(٢) تذكرة الحفّاظ [ : ١٣٢٤ ] ، ذيل طبقات الحنابلة [ ١ / ٣٢٥ ].
(٣) الوافي بالوفيات [ ١١ / ٣٨٥ ] ، معجم الأدباء [ ٨ / ٨ طبعة دار الفكر ـ بيروت ].
(٤) معجم الادباء [ ٨ / ١٨ طبعة دار الفكر ـ بيروت ]
(٥) الرهاوي ، وعنه تذكرة الحفّاظ [ : ١٣٢٦ ] ، وذيل طبقات الحنابلة [ ١ / ٣٢٦ ].
(٦) الرهاوي ، وعنه في ذيل طبقات الحنابلة [ ١ / ٣٢٧ ] ، وفي سير أعلام النبلاء [ ٢١ / ٤٣ ].