الردّ :
يتضمّن هذا الإشكال دعويين :
الاُولىٰ : أنّ الروايات الصحيحة تبيّن أنّ الأنصار كانوا يبغون مبايعة سعدٍ نتيجة للاجتهاد وخفاء الحكم عليهم.
الثانية : حينما وضّح أبو بكر لهم الحكم الصحيح سلّم له الجميع ، ولم يخالف منهم أحدٌ.
وكلتاهما باطلة :
أمّا دعواه الاُولىٰ التي اعتبرها مستندةً على رواياتٍ صحيحة فلا أساس لها ؛ لأنّنا لم نعثر على مثل هذه الرواية التي تقول : إنّ الأنصار قد أقدموا على هذا العمل ، لسبب خفاء الحكم والاجتهاد ، رغم البحث والتحقيق في النصوص الأصلية ، كما لم يرد في جميع الروايات التي اعتمدها المستشكل مثل هذا الأمر ، فكان عليه أن يوضّح مقصوده من الروايات الصحيحة.
نعم ، أشارت بعض الروايات إلى أنّ الأنصار قاموا بمبايعة أبي بكر بعد سماعهم خطبته ، إذ قال : نحن الاُمراء وأنتم الوزراء (١).
وهناك رواية اُخرى تقول : إنّ سعد بن عبادة صدّق أبا بكر في أنّ الأمر في قريش ، ويستفاد من قرائن هذه الرواية أنّه قد بايع أبا بكر
__________________
(١) الطبقات الكبرىٰ ٣ : ١٨٢ والرواية مرسلة.