شخصٍ أولىٰ من عليٍّ عليهالسلام ، ولم يكونوا يميلون إلى الشيخين ، ولولا التعجيل بالبيعة لشهد مسار الأحداث تغييراً كبيراً ، وهو ما يشير إليه عمر في خطبته.
٧ ـ هناك وثائق عديدة تدلّ على أنّ سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر أبداً ، وهذا ما سنبحثه قريباً ، فدعوىٰ أنّ الجميع لم يخالفوا أبا بكر ، وأنّ الأنصار بأسرهم بايعوه كلامٌ لا يصدّق في حق سعد بن عبادة علىٰ الأقل ، رغم أنّ هناك أعداداً أخرى امتنعت عن البيعة ، وما سعد بن عبادة إلاَّ كنموذج. فما نقله المستشكل من أن سعد بن عبادة صدّق أبا بكر في أنّ ولاة الأمر من قريش ، فبايع أبا بكر ليست رواية مرسلة وحسب ، بل ممّا يدحضها الواقع وتكذبها الحقائق.
٨ ـ يقول المسعودي في كلامٍ مختصرٍ وواضحٍ في وصفه للسقيفة : فكانت بينه وبين من حضر من المهاجرين في السقيفة منازعة طويلة وخطوب عظيمة (١).
وعلىٰ أساس هذه الأدلة والشواهد لا مجال لهذه الدعوىٰ. ومن العجيب غض الطرف عن كل هذه الأدلة ، فإنّ العصبية ربما جعلت صاحبها يغمض عينيه عن الحقائق !
__________________
(١) التنبيه والإشراف : ٢٤٧.