يرغبون إلاَّ ببيعة واحد منهم.
٤ ـ إنّ ما ينقله ابن أبي شيبة عن أبي اُسامة يكشف أن أبا بكر كان يقول بعد أن ذكر فضائل قريش : هلّموا إلى عمر فبايعوه ، قال : فقالوا : لا ، فقال عمر : لم ؟ فقالوا نخاف الإثرة (١).
فإذا كان الأنصار قد انقادوا لأبي بكر وكلامه فلماذا لم يأخذوا بمقترحه حينما طالبهم بمبايعة عمر.
٥ ـ ما جاء في الطبقات الكبرىٰ قال : لما أبطأ الناس عن أبي بكر قال : من أحق بهذا الأمر مني ؟ ألستُ أوّل من صلّىٰ ؟ ألستُ ، ألستُ ؟ قال : فذكر خصالاً فعلها مع النبي (٢).
وهذا الخبر يوضّح أيضاً عدم رغبة الأنصار بأبي بكر ، ممّا اضطرّه إلى بيان فضائله ليستسلم الأنصار ، وإن كان لدينا تخفّظات حول هذه الفضائل ، فهو لم يكن أول من صلّىٰ.
٦ ـ يقول ابن الأثير حول أحداث السقيفة : قال أبو بكر : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة أمين هذه الاُمة ... فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلاَّ علياً (٣).
إنّ الأنصار ـ وكما يؤكد هذا النص ـ لم يكونوا يعتقدون بوجود
__________________
(١) كتاب المصنَّف ٧ : ٤٣٣ الحديث ٣٧٠٤٠.
(٢) الطبقات الكبرىٰ ٣ : ١٨٢.
(٣) الكامل في التاريخ ٢ : ١٠ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٢.