فبايعوا أيّهما شئتم ، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ... فقال قائل من الأنصار : ... منّا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ».
فإذا كان الأنصار أعلنوا الطاعة والانقياد لأبي بكر ـ كما يذكر المستشكل ـ فلماذا كانوا يحاولون الوصول إلى الإمارة وعدم التسليم لإمارة قريش ؟
٢ ـ وإذا كان الأمر ـ حسب ما يدّعي ـ من أنّ الأنصار جميعاً ارتضوا خلافة أبي بكر بعد أن سمعوا منه الحكم الصحيح ، فما يقول عمر إذن في خطبته ؟ أم لم يتحدث عن الوضع وما آلت إليه الاُمور بعد خطبة أبي بكر ، وكلام خطيب الأنصار مطالباً بأميرين ، فقد أشار عمر إلى كلّ ذلك قائلاً : فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف ...
فإذا كان الأنصار قد وافقوا أبا بكر فلماذا الضوضاء وارتفاع الأصوات ؟ ولماذا كان يخشى عمر من وقوع الاختلاف ؟ أو ليس ذلك يعني أنّ الأنصار لم يكونوا يرضخون لهذه الإمارة ، أو أنّ الاختلاف كان قد دبّ فيما بينهم ؟ فما ادّعاه إذن لا يقوم على أساس.
٣ ـ يقول في تلك الخطبة : خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا ...
إنّ هذه العبارة تعكس بوضوح رؤية الأنصار وموقفهم من أبي بكر وعمر ، فهم رغم خطبة أبي بكر وعمر والآخرين لم يكونوا