الصحيح في والولاية انقادوا له أجمعون ولم يخالف منهم أحد » فمردودة وإن دعمها روايات أهل السنّة ، والتي تقول : إنّ الأنصار كانوا قد اتخذوا موقف التسليم أمام أبي بكر ، وقالوا :« نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكر » (١).
ورواية اُخرىٰ تقول : قال أبو بكر : يا سعد ، أنّ رسول الله قال وأنت قاعد : قريش ولاة هذا الأمر ... فقال له سعد : صدقت (٢).
وتقتصر بعض الأحاديث على القول بأنّ الأنصار بايعوا أبا بكر.
ويرد علىٰ هذه الدعوىٰ : أنّ أحد الحديثين مرسل وقد عبّر عنه ابن تيمية « مرسل حسن » ، والثاني لا يخلو سنده من إشكال (٣) ، فليس من المناسب لاُولئك الذين يريدون تشييد صرح التاريخ على أساس الروايات الصحيحة فقط اعتماد مثل هذه الروايات ، يضاف إلى ذلك أنّ الحديثين يتعارضان تماماً والروايات المقبولة والمشهورة لدىٰ أهل السنّة وأقوال كبار مؤرخيهم ، نشير هنا إلى بعض النماذج :
١ ـ يذكر عمر في خطبةٍ معروفةٍ له في بيان حادثة السقيفة : أنّ أبا بكر قال عقب حديثٍ له : « قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٢٨٢ الحديث ١٣٣.
(٢) نفس المصدر ١ : ١٩٨.
(٣) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري : ١١٥ ، عن الهيثمي في الزوائد مضعِّفاً أحد رجال السند.