مشاركتهم وحضورهم ، وإذا كان من البديهي أنّ علياً عليهالسلام تولّىٰ غسل النبي صلىاللهعليهوآله وتكفينه ودفنه فمن أين عرف أنه عليهالسلام قصّر في جهاز النبي صلىاللهعليهوآله ، أو أوكل ذلك إلى وقتٍ آخر ؟ فهل أنّ التفات الناس إلى جهاز النبي صلىاللهعليهوآله في يوم الثلاثاء يدل علىٰ أنّه عليهالسلام لم يقم بتغسيل النبي صلىاللهعليهوآله يوم الاثنين ؟ وإذا كان هناك أشخاص يعتقدون بوجود أعمالٍ أولى من تغسيل النبي وتكفينه ودفنه ، وكانوا يناورون في السقيفة للوصول إلى السلطة ، فلم يكن لدىٰ عليٍّ عليهالسلام أمرٌ له من الأهمية كتغسيل النبي صلىاللهعليهوآله وتكفينه ودفنه ، فليس هناك عذر بالنسبة له يستدعي التأخير ، وهذا ما يمكن فهمه من بعض الروايات ، فقد قال بعض الأنصار لعليٍّ عليهالسلام : لو كان هذا الكلام سمعته منك الأنصار يا عليّ قبل بيعته لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان فقال علي عليهالسلام : « أكنت أترك رسول الله ميتاً في بيته لا اُجهِّزه ، وأخرج إلى الناس اُنازعهم في سلطانه ؟ » (١)
وما ورد في رواية : أنّ الزهراء عليهاالسلام خاطبت من وراء الباب عمر ومن معه ممّن هجموا على بيتها لأخذ البيعة من عليٍّ عليهالسلام : « تركتم رسول الله جنازةٌ بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم » (٢).
__________________
(١) السقيفة وفدك : ٦١ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ٦ : ١٣ ، الإمامة والسياسة : ٣٠.
(٢) الإمامة والسياسة : ٣٠.