دقيق ، ولكنّها اكتفت بالقول بأنها وقعت بعد السقيفة ، فإذا كانت قد حدثت بأسرها يوم الثلاثاء وأنّ الإمام عليهالسلام قد ذهب بعد خروجه من المسجد إلى قبر النبي صلىاللهعليهوآله فهذا يعني إنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد دفن قبل يوم الثلاثاء.
فعلى ما يذهب إليه الشيخ المفيد فإنّ الدفن قد كان يوم الاثنين ، وعلى رواية عائشة ليلة الثلاثاء.
ووفقاً لما ينقله اليعقوبي (١) من القول بأنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد توفّي في شهر آذر (٢) فمن الأرجح أن يكون دفنه صلىاللهعليهوآله قد تمّ ليلة الثلاثاء ، وذلك لقصر النهار في ذلك الشهر ، لاسيما وأنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد توفّي في وسط يوم الاثنين. وعلى أيِّ حالٍ فلا فرق بين القولين.
ويتّضح من خلال الردّ على الدليل الأوّل للمستشكل ، جواب الدليل الثاني ، حيث قال : إنّ علياً عليهالسلام تخلّف في بيت فاطمة عليهاالسلام بعد جهاز النبي صلىاللهعليهوآله ودفنه ، فلم يتوانَ في غسل النبي صلىاللهعليهوآله وتكفينه ودفنه ، وقد ذكرنا عدة أدلةٍ لإثبات هذه الدعوىٰ.
ومن المناسب أن نسأل المستشكل : ما هو دليله على أنّ علياً قد تخلّف في بيت فاطمة عليهاالسلام قبل غسل النبي صلىاللهعليهوآله وجهازه ودفنه ؟! وإذا
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١١٣.
(٢) آخر شهرٍ من فصل الخريف في السنة الهجرية الشمسية.