وإطاعة المهاجرين لله ورسوله ، فإذا أحسَّ الأنصار بأنّ عدداً من المهاجرين يحاولون وعلى خلاف الوحي الإلهي ووصية النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله فيما يرتبط بالخلافة السيطرة على الحكم ، وإقصاء أهل البيت عليهمالسلام والغلبة على الأنصار عندها لا يكون هناك موضع للمحبة بالنسبة إلى هؤلاء الأفراد ، بل لا عجب إذا حلّ البغض في الله محلّ الحبّ.
ثانياً : هل يمكن أن يلخّص الأنصار في الحبّاب بن المنذر ؟ وهل أن جميع المهاجرين يتلخّصون في الثلاثة فقط ، بحيث إذا أطلق أحد الأنصار كلاماً على واحدٍ من المهاجرين يقال : إنّ هذا لا ينسجم مع ما دلّت عليه الآية التي أكدت علىٰ إيثار الأنصار وحبّهم للمهاجرين ؟ إذن فكلام فردٍ من الأنصار لا يقلّل من فضيلة الأنصار أبداً ، وكما شوهد في السقيفة ، فلم يلقَ كلام الحبّاب بن المنذر استقبالاً من قبل الآخرين. كما أنّ موقف الأنصار من بعض المهاجرين الذين ادّعوا القرابة من النبي صلىاللهعليهوآله ولكنّهم تركوا جسده المطهّر مسجّىٰ ، وأخذوا يبحثون عن السلطة والصراع في السقيفة من أجل الخلافة لا يعكس موقفهم تجاه جميع المهاجرين ، وما قصده الحباب بن المنذر إنما هم اُولئك الذين حضروا السقيفة ؛ لأنّه يقول : لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه ... فإن أبوا عليكم ما سألتموه فاجلوهم عن هذه البلاد (١).
فلا شكّ إذن أنّ الحبّاب بن المنذر أراد بعض الأشخاص الذين
__________________
(١) نص رواية أبي مخنف حول السقيفة.