منّا أمير ومن قريش أمير !
فمضيا مسرعين نحوهم ، فلقيا أبا عبيدة بن الجرّاح ، فتماشوا إليهم ثلاثتهم ، فلقيهم عاصم بن عديّ وعويم بن ساعدة ، فقالا لهم : ارجعوا فإنّه لا يكون ما تريدون ، فقالوا : لا نفعل ، فجاؤا وهم مجتمعون.
فقال عمر بن الخطاب : أتيناهم ـ وقد كنت زوَّرت كلاماً أردت أن أقوم به فيهم ـ فلما أن دفعت إليهم ذهبت لأبتدأ المنطق ، فقال لي أبو بكر : رويداً حتى أتكلّم ثم انطلق بعد بما أحببت. فنطق ، فقال عمر : فما شيء كنت أردت أن أقوله إلاَّ وقد أتى به أو زاد عليه.
فقال عبدالله بن عبدالرحمٰن (١) : فبدأ أبو بكر ، فحمد الله وأثنى عليه : ثم قال : إنّ الله بعث محمداً رسولاً إلى خلقه ، وشهيداً على أمّته ؛ ليعبدوا الله ويوحّدوه ، وهم يعبدون من دونه آلهةً شتّى ، ويزعمون أنها لهم عنده شافعةٌ ، ولهم نافعة ، وإنما هي من حجرٍ منحوت ، وخشبٍ منجور.
ثم قرأ : ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ ) (٢) وقالوا : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا
__________________
(١) هو راوي الخبر.
(٢) يونس : ١٨.