في اُخرىٰ (١). وكان ذلك الأمر يثير هذا السؤال : من الذي سيخلف النبي في الأخذ بزمام أمور المسلمين ؟ وماذا سيحصل ؟ يظهر أن كل حزبٍ وجماعةٍ كانت ترغب في أن يكون خليفة الرسول منها ، وربما كانت ترىٰ نفسها أكثر أهليةً لهذا الأمر من غيرها ، وهكذا كانت تفكر.
إنّ النبي صلىاللهعليهوآله وإن كان قد تحدث حول أهلية عليٍّ عليهالسلام وخلافته في المجالس والمواطن المختلفة (٢) ، إلاّ أن هذا الكلام كان يقتصر في الأعم الأغلب على اجتماعات محدودة جداً ، وأمّا في غدير خمٍّ فكان الوحي الإلهي أزال جميع تلك المخاوف ، وأمر النبي لينصب علياً خليفةً له علىٰ رؤوس الأشهاد.
لقد كان النبي بعد نزول الوحي يبحث عن فرصةٍ مناسبةٍ ليقوم بتبليغ ذلك إلى الناس ، ولكنّ إحاطته بتفصيلات المجتمع الإسلامي في تلك الفترة حالت دون الإبلاغ ، فهو لم يرَ الوضع مناسباً ، وكان يسعىٰ لتمهيد الأرضية أو حصول فرصةٍ أكثر مناسبةً لهذا الأمر ليتمكن من إبلاغ الوحي الإلهي.
وجدير ذكره أنّ الوحي الإلهي كان قد طرح قضية خلافة عليٍّ بشكل كلّي ، وكان النبي على علم بكيفية إبلاغها (٣). فما ورد في
__________________
(١) نفس المصدر : ١٨١.
(٢) كحديث الطائر ، والمنزلة و ...
(٣) الميزان في تفسير القرآن ٦ : ٤٤.