أنها ستؤول إلى عليٍّ باعتباره صاحب الحقّ ؟ فلم تكن حادثة الغدير تخفىٰ على العباس ، ولكنّ تعاقب الأحداث أدّىٰ إلى أن يطرح هذا التساؤل.
وأمّا الأنصار ، أصحاب التاريخ الجهادي المشرق في مواجهة قريشٍ وردِّ كيدها إلى نحورها ، فقد كانوا يخشون عواقب الاُمور فيما إذا لم يتسنَّم عليّ عليهالسلام الخلافة ، الأمر الذي تدعمه الأدلة والشواهد الكثيرة ، فهم يحذرون سيطرة البعض من قريش لا سيّما بني اُمية ، ممّن يلهثون خلف سراب السلطة أن يتبوّأ هذا المقام ، وعندها لم ينعم الأنصار بالراحة ، وسيطالهم الانتقام ، فعليهم البحث عن حلول. فإذا كانت المدينة موطنهم الأصلي وقد نزلها المهاجرون ضيوفاً فلهم الأولوية بطبيعة الحال في تحديد مصير السلطة على المدينة.
من هنا سارعوا بعد وفاة النبي مباشرةً إلى عقد اجتماعٍ في السقيفة ، لتدارس مستقبلهم ومستقبل المدينة ، والوصول من خلال ذلك إلى معالجاتٍ وحلولٍ بعد وفاة النبي ، وتوحيد المواقف تجاه التحدّيات التي تعصف بهم.
وإذا كانت الشواهد تحمل في طيّاتها دلالات تُنبئ بأنّ علياً لن يصل إلى الخلافة ، فمن الأفضل أن يجتمع الأنصار ليختاروا رجلاً لهذا الأمر ، فأرسلوا خلف سعد بن عبادة ليحضر اجتماعهم البيعة له ، فلو لم يكن عليّ عليهالسلام الخليفة فمن الأولىٰ بهذا الأمر منهم ؟