إنّ هناك شواهد كثيرة تؤيد ما ذكرناه ، وهي :
١ ـ إنّ الأنصار لم يكن لهم موقف سلبيّ من خلافة عليٍّ عليهالسلام ، بل العكس ، وكما ينقل الطبري (١) وابن الأثير (٢) : قالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلاّ علياً.
وهذا الكلام ذكره الأنصار في السقيفة وبحضور أبي بكر وعمر.
يقول اليعقوبي : وكان المهاجرون والأنصار لا يشكّون في عليٍّ عليهالسلام (٣).
ويقول في موضعٍ آخر : قام عبد الرحمن بن عوف فتكلّم فقال : يا معشر الأنصار ، إنّكم وإن كنتم علىٰ فضلٍ ، ليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعليّ : وقام المنذر بن أرقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإنّ فيهم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد. يعني علي بن أبي طالب (٤).
وهذا يعني أنّ الأنصار لم يكونوا يجهلون حادثة الغدير ، ولم يكن لهم موقف من عليٍّ ، أو أنّ الهدف من سقيفتهم إقصاءه عليهالسلام ، إلاّ أنّهم بدا لهم الأمر واضحاً ، فهناك من يطلب السطلة بأيِّ ثمنٍ كان ، في
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٢.
(٢) الكامل في التاريخ ٢ : ١٠.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤.