وقتٍ لم يروا مثل ذلك من عليٍّ عليهالسلام الذي لم يكن الخليفة في ظلّ هذه الأوضاع والظروف.
وبعبارةٍ أدق : إنّ البعض لم يسمح لعليٍّ عليهالسلام ليتصدىٰ للخلافة. فعلىٰ الأنصار أن يهتدوا إلى سبيلٍ للخروج من النفق الذي تتّجه نحوه الاُمور.
٢ ـ إنّ مطالبة الأنصار في خطابهم للمهاجرين في السقيفة « منّا أمير ومنكم أمير » نموذج واضح لما كان يهدف إليه الأنصار ، وهو المشاركة في السلطة ، وبذلك يدرؤون عن أنفسهم خطر انتقام قريشٍ ، والتهديدات المحدقة ؛ ليشعروا بالأمن والاستقرار.
٣ ـ إنّ ما قاله الأنصار في السقيفة يكشف عن مقصودهم. جاء في روايةٍ عن القاسم بن محمد بن أبي بكر تُعبِّر عن نوايا الأنصار في اجتماعهم : ولكنّا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوتهم (١).
وينقل الدينوري والجوهري : قال الأنصار : نشفق فيما بعد هذا اليوم ، ونحذر أن يغلب علىٰ هذا الأمر من ليس منّا ولا منكم (٢).
لقد أدركوا جيداً أنّ الطامعين في الخلافة هو اُولئك الذين حاربوا الإسلام طويلاً ، وهم الذين قتل الأنصار آباءهم وإخوانهم في تلك المعارك ، فإذا تسلّموا زمام الاُمور فسوف لا يكون الأنصار في
__________________
(١) الطبقات الكبرىٰ ٣ : ١٨٢ ، أنساب الأشراف ٢ : ٧٦٢ ، السقيفة وفدك : ٤٩.
(٢) الإمامة والسياسة : ٢٣، السقيفة وفدك : ٥٧.