لحضوره المكان » (١).
إنّنا ومن مجموع ما ذكر نستنتج أن تنبّؤات الأنصار فيما يتعلق بالمستقبل وتحسّباتهم أمر طبيعي جداً ، ولكنّهم أخطؤوا التوقيت ، فليس من المناسب أن يجتمعوا والنبي صلىاللهعليهوآله لم يغسّل أو يدفن بعد ، ويكشف هذا عن العجلة وفقدان النظم ، ولذلك مهّدوا الأرضية للآخرين ، ليفرضوا عليهم رؤاهم.
ومن المحتمل أن تكون الدعاية قد لعبت دورها في التأثير على الأنصار لتجعلهم يستشعرون الخوف من بني اُمية يتجاوز الحد الطبيعي. وفي المقابل لو كانوا يتحلّون بالصبر أو يصرّون على حماية عليٍّ عليهالسلام في السقيفة ، فمن المؤكّد أنّ الجماعات الاُخرى ، لم يكن بمقدورها سلب الخلافة من عليٍّ عليهالسلام ؛ لأنّ الأنصار كانوا يتبوَّؤن مكانةً مرموقةً في مسار الخلافة ، وخير شاهدٍ على ذلك حضور أبي بكر وعمر في سقيفتهم ، فإذا لم يكونوا يتمتّعون بهذه المنزلة المهمّة والمصيرية لم يكن ليسارع أبو بكر وعمر إليهم ، ولَما أسّسوا ذلك الأساس من هناك.
* * *
__________________
(١) الإرشاد ١ : ١٨٩.