ولم يذكروا الألف لأنها لا تأتى بعد كائن.
وحقيقة الاظهار ان ينطق بالنون الساكنة والتنوين على حدهما ثم ينطق بحروف الاظهار من غير فصل بينهما وبين حقيقتهما فلا يسكت على النون ولا يقطعها عن حروف الاظهار.
وسبب اظهار النون الساكنة والتنوين عند الأحرف الستة المذكورة بعد مخرج النون لأنه من طرف اللسان والادغام انما يسوغه التقارب ثم لما كان النون والتنوين سهلين لا يحتاجان فى اخراجهما الى كلفة وحروف الحلق أشد الحروف كلفة علاجا فى الاخراج حصل بينهما وبينهن تباين لم يحسن معه الاخفاء كما لم يحسن الادغام اذ الادغام قريب من الاخفاء وكلما بعد الحرف كان التبيين اظهر فتظهر النون الساكنة والتنوين عند الهمزة والهاء اظهارا بينا ويقال له أعلى وعند العين والحاء اظهارا أوسط وعند الغين والعين اظهارا أدنى ، ولا فرق فى ذلك بين أن يكون الالتقاء فى كلمة أو كلمتين.
فمثال اظهار التنوين عند الهمزة قوله تعالى : « كُفُواً أَحَدٌ » ، « رَسُولٌ أَمِينٌ » وعند الهاء قوله : « سَلامٌ هِيَ » « جُرُفٍ هارٍ » وعند الحاء قوله تعالى : « غَفُورٌ حَلِيمٌ » وعند العين قوله تعالى : « واسِعٌ عَلِيمٌ » ، « أَجْرٌ عَظِيمٌ » ، وعند الخاء قوله : « عَلِيمٌ خَبِيرٌ » « لَطِيفٌ خَبِيرٌ » ، « قَوْمٌ خَصِمُونَ » وعند الغين قوله عز وجل : « عَفُوًّا غَفُوراً » ، « عَزِيزٌ غَفُورٌ » ، ومثال اظهار النون الساكنة عند الهمزة فى كلمتين قوله عز شأنه : « مِنْ أَحَدٍ » ، « مَنْ آمَنَ » ، « مِنْ أَجْلِ ذلِكَ » ، وأما اظهارها فى كلمة فمثل قوله « يَنْأَوْنَ عَنْهُ » ومثاله مع الهاء فى كلمتين قوله : « إِنَّ هذا » ، « إِنْ هُوَ » ، « مِنْ هادٍ » وفى كلمة « يَنْهَوْنَ » ومثاله مع الحاء فى كلمتين قوله : « مِنْ حُلِيِّهِمْ » وفى كلمة « ينحتون » ومثاله مع الغين فى كلمتين قوله : « مِنْ غِلٍّ » ، « مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ » وفى كلمة « فسينغضون » ومثاله مع الخاء فى كلمتين قوله : « مِنْ خَيْرٍ » ، « مِنْ خِلافٍ » وفى كلمة « المنخنقة » ، ومثاله مع العين فى كلمتين قوله : « مِنْ عَمَلِ » ، « مِنْ عِنْدِ